الأحلام من وجهة نظر الإسلام
هوية الكتاب
تأليف اية الله السيد محمد الحسيني الشيرازي
الطبعة الأولي/ 1421 ه_ 2001م
مؤسسة المجتبي للتحقيق والنشر
بيروت _ لبنان ص.ب: 6080 شوران
البريد الإلكتروني: almojtaba@shiacenter.com
الطليعة
بسم الله الرحمن الرحيم
وما جعلنا الرؤيا التي أريناك
إلا فتنة للناس
والشجرة الملعونة في القرآن
ونخوفهم فما يزيدهم
إلا طغياناً كبيرا
صدق الله العلي العظيم
سورة الإسراء: 60
كلمة الناشر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف الخلق أجمعين محمد وآله الأطيبين الأطهرين.
الأحلام التي يتعرض لها الإنسان إثناء نومه شغلت اهتمام أبناء البشر منذ آلاف السنين وربما أكثر. ولا تزال حتي عصرنا الحاضر مدار بحث واستقصاء في مختلف الأوساط العلمية وغيرها، لمعرفة أسبابها وتحليلها وسبر أغوارها.
فقد كان تصور الإنسان قديماً عن الأحلام علي أنها تنبؤات بالمستقبل؛ أي أنهم نظروا إليها كأنها إخبار عن الحوادث المقبلة، وبصورة أخري هو الشريط الذي يصل كثيراً بين ما يواجهه العالم من مشاكل وبين هدفه النهائي.
وهناك من يعتقد بأن الحلم بهذا المعني _ بمعني نبؤة المستقبل _ يكون حديث خرافة ونوع من الغموض، لأنك لا تكاد تجد من الناس من لديه القدرة علي معرفة أعماق نفسه في اليقظة، فكيف بالأحلام. فان تحليل الأحلام مسألة أشد تعقيداً وغموضاً من ذلك، فتكون معرفة الأحلام في هذا التحليل فوق قدرة الناس. وعند الرجوع إلي نظريات بعض العلماء المختصين بهذا المجال نجد أنهم عالجوا المسألة بتصورات أخري. فان النظريات الحديثة تري الأحلام علي أنها فعالية لا شعورية، خارجة عن الحس والشعور، تبرز فيها الرغبات المكبوتة، والأفكار الكامنة، وكذلك الذكريات القديمة والبعيدة، وتأخذ سمة التشوش في حالة تشكلها حلماً.
في حين نجد أن تصور الإسلام في الأحلام أعمق وأشمل وأدق من كل ذلك، حيث يقول: إن هناك أكثر من نمط ونوع للأحلام فمنها: أن ما يحدث به الإنسان نفسه يراه في منامه، أو هي بشارة من الله عزوجل، أو هي تحزين من الشيطان أو ما أشبه ذلك، وقد